سوف أقتلك ياأبي يوما ما 00

--------------------------------------------------------------------------------

لم تشعر ليوم واحد أنها بنت كباقي البنات لم تشعر
بطفولتها لم تلعب لم تخرج من المنزل الكئيب لترى
الحياه بعيدا عن حياة القهر والتعذيب عاشت حياة البؤس
والشقاء والحرمان بكل أشكاله وصوره كانت تبدوا دائما
حزينه منكسره ذليله لا تفارق الدموع عينيها الجميلتين
بلون العسل الصافي أغتيلت طفولتها وبراءتها بالأوامر
والنواهي القاسيه أطبخي أكنسي إمسحي لا تتكلمي
لا تخرجي لا تلعبي لا تنامي لا لا لا وألف لاء في اليوم
وكأنها شيئ لا لزوم له ولا داعي في الدنيا بل كأنها
غير موجوده أصلا وإنما وجدت لتكون عدما وفي أحسن
الأحوال خادمه مجرد خادمه فقط بدون إحساس وشعور وإن رفضت حبست في غرفتها لشهور طويله لا ترى حتى ضوء الشمس حتى من الشباك أو البلكونه تقفل عنها وإن بكت فالسخرية بها وبدموعها هي جزاؤها أنهكها المرض وأصابها الإعياء وفقدت الرغبه في الحياه وأصبحت مجرد جسم بلا حراك ومع كل ذلك لم يرحمها أحد حتى ذهب عمرها وكبرت وهي
لا زالت تعيش الحياة ذاتها قررت أن تهرب من هذا المعتقل إلى المجهول أي مجهول ولكنها في اللحظات الأخيره تراجعت خافت أن تفقد شرفها الذي هو أغلى
عندها من كل شيئ فصبرت وأي صبرصبرت صبر قاتل إلى أين تذهب وقد تخلى عنها الجميع ولم تجد لها سوى من بيده ملكوت كل شي تمد إليه يديها وهي تبكي
وتستجير به مما حل بها وعندما يراها أبوها يضحك
ملئ فيه ويقهقه بصوت عال ويسخر منها ويقول دعوها
إنها مجنونه مجنونه آه كم أحرقتها ضحكاته وقهقهاته
وسخريته ولا مبالاته بمشاعرها ولكن كيف يشعر بها إنسان مثله لديه ملايين وصحته ممتازه والكل يلهت خلفه ليحظى بشيئ من ماله ووده قبل أن يأمر تنفذ طلباته في الحال كل ماكانت تفعله وهي تبكي بحرقه وتكفكف دموعها بيديها وهي تنظر إليه بإنكسار وذل
سوف أقتلك يوما ما ياأبي نعم سوف أقتلك من
غير ماألوث إيديني بدمك ويضحك بشده ويقول
لها وش بتسوين يعني ؟ فترد عليه سوف أدعوا عليك ويضحك ويضحك ويضحك ويمضي وهو يتمتم مجنونه مجنونه وتزيد قلبها إحتراقا وكمدا وترفع يديها
كل يووم في ظلمات الليل بعد أن تنهض مفزوعة من نومها وفي الصباح الباكر عندما تراه وهو ذاهب إلى أولاده من زوجة أخرى للنزهه تبكي بحرقه وتدعوا الله
أن يمووت في الشارع في هذه السياره التي لم يسمح لها
أن تركب فيها قط وأن يخلصها من هذا السجن الذي سجنها
ووضعها فيه وبعد يومين مات في الشارع في نفس السياره
فرحت بخبر مووته فرحا مشوبا بإنكسار لقد قتلتك ياأبي قتلتك كما قتلتني
__________________

واعبد ربك حتى يأتيك اليقين